الكتاب يتناول العلاقات الدولية في النسق الدولي متعدد القوى القطبية من عام 1815 إلى 1945، ويستعرض الأحداث الدولية ذات الدلالة خلال هذه الفترة. يتناول القسم الثاني العلاقات الدولية في النسق الدولي ثنائي القوى القطبية من عام 1945 إلى 1991، ويتناول الأحداث الدولية التي شهدتها هذه الفترة حتى انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991. يتميز الكتاب بتسليط الضوء على توزيع القوى في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور النظام العالمي الجديد ومفهوم العولمة.
محادثة جديدة
هذا الكتاب في ضوء المخاطر والتهديدات والتحديات التي تواجه مصر خلال الفترة الصعبة التي نعيشها الآن رصدت تشاؤماً واحباطاً وقلقاً علي مستقبل مصر لدي كثير من المواطنين، تأثراً بالحرب النفسية التي تطلقها جماعات أهل الشر عبر مواقع السوشيال ميديا لضرب الروح المعنوية العالية التي يتميز بها دوماً الشعب المصري، خاصة في الفترة الزمنية التي سبقت تاريخ السابع من أكتوبر 2023، علي الرغم من وجود علامات ودلالات ومؤشرات تفاؤلية وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ البلاد خلال السنوات العشر الماضية يمكن رصدها ورؤيتها بالعين المجردة، وأيضا وجود علامات تفاؤلية إيجابية قوية بالنسبة لمستقبلها أيضاً ، ولكننا عادة ننظر إلي النصف الفارغ من الكوب دون النصف المملوء ..
لذا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي حاولت فيه أن ابعث برسالة طمأنة إلي الشعب المصري برصد مؤشرات الخطر والنجاح علي السواء في البلاد، في فترة تعد من أخطر الفترات الزمنية التي مرت عليها عبر تاريخها القديم والحديث، وتحري تلك الإنجازات التي تمت خلال السنوات العشر الماضية علي أرض الواقع في ضوء إجراءات تحقيق الأمن القومي المصري ومظلة قوي الدولة الشاملة وتوثيقها بآراء الخبراء المتخصصين ، باعتبارها علامات تفاؤل ومؤشرات ودلالات نجاح لمصر لانطلاقها نحو العالمية.
على الرغم من الاهتمام الكبير الذي حدث تجاه الطفولة في العالم والذي ترجم في صورة مواد معاهدات ومواثيق دولية انعكست بشكل كبير على معظم الدول التي قامت بدورها بتفعيلها من خلال إصدار تشريعات وطنية تهدف إلى حماية الطفولة وإنشاء آليات المراقبة وتنفيذ هذه المواد.
إلا أن الواقع مازال يرصد وجود تحديات كثيرة متعلقة بالطفولة مثل وفاة ملايين الأطفال بسبب أمراض كان يمكن تفاديها واستغلال مئات الآلاف من الأطفال في الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة وسقوطهم ضحايا بسبب الحصار والاحتلال العسكري وزيادة معدلات العنف الجسدي والنفسي ضد الأطفال وتفشي ظاهرة الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال وانتشار ظاهرة أطفال الشوارع وعمالة الأطفال واستغلالهم في تجارة المخدرات وأعمال القوادة والدعارة والبغاء وهو ما يؤكد الحاجة إلى مزيد من الجهود الحثيثة حتى لا نجد أنفسنا أمام شريحة من أطفال العالم مدمرين لا يجدى فيهم نصح ولا إصلاح.
تشهد المنطقة العربية حالياً، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، تغييرات جذرية وتطورات متلاحقة في عالم الجريمة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي، وظهور أنماط جديدة من الجرائم المنظمة يتم تنفيذها بأساليب مبتكرة وبتقنيات عالية، شكلت تهديداً مباشراً للأمن بكافة صوره وأشكاله ، مثال : الجرائم الإرهابية والمعلوماتية والاقتصادية، إضافة إلى تطور الجرائم الجنائية التقليدية المتعلقة بالاعتداء على النفس والمال، وتحولت الأنشطة الإجرامية الإقليمية إلى العالمية نتيجة للتقدم التقني والتكنولوجي والمعلوماتي، وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، وأصبحت الحوادث الإقليمية لها سمة العالمية بظهور الكيانات الإرهابية الحديثة المدعومة من الغرب، وهو الأمر الذي استلزم حدوث طفرة فى تدريس العلوم الأمنية والتدريب الأمني، وضرورة إحداث تقدم أمنى تكنولوجي محلي وإقليمي وعالمي معاكس لتمكين الأجهزة الأمنية فى مصر والوطن العربي بل وفي العالم أجمع أيضاً من السيطرة، والحد من تلك الجرائم الحديثة ومواجهتها .. لقد فرضت تلك التحديات والتهديدات التي تواجهها الأجهزة الأمنية حاليا، خاصة فى مصر والعالم العربي حتمية الاهتمام بالمناهج الدراسية والبرامج التدريبية الأمنية المتخصصة القادرة على تنمية مهارات الموارد البشرية الشرطية، لتكون قادرة على تحقيق أهدافها .. لذا يتناول كل ماهو جديد في عالم إدارة التحريات والتحقيقات والاستجوابات الجنائية.
يشرح هذا الكتاب ما هو الحس الأمني: حيث يقصد به الفراسة والحدس الصائب. فلابد أن يكون القادة في كافة المجالات بصفة عامة، ورجال الأمن والمخابرات بصفة خاصة - على قدر كبير من القوة الذهنية وقوة الملاحظة والتدقيق في الأمور، والحكم عليها والربط بين الأحداث، ورصد ومعرفة الأشياء الشاذة واللافتة للنظر، لأن جمع المعلومات وتثبيتها، وتصنيفها، وتحليلها ، وإيصالها للجهات المسئولة، واتخاذ القرار في الوقت المناسب - من أهم العمليات اللازمة لضمان نجاح أي خطة عمل مهما كانت أهدافها، وأدواتها، أو ميادينها، وهي عملية تخصص على كافة المستويات، سواء كانت العملية أمنية، أو تابعة لاستخبارات عامة، أو حربية، أو استراتيجية، فالكل يلتف حول مطلب واحد وهو سرعة الحصول على أكبر قدر من المعلومات بأكبر قدر من الدقة والوضوح لتلافي الجرائم والأزمات قبل حدوثها ومواجهتها إذا ما وقعت بالفعل، الأمر الذي يتطلب أن يكون رجال الأم والاستخبارات على قدر عال وكبير من الحس الأمني. وفي سبيل ذلك كان لابد من تطوير الذات والبحث عن آليات جديدة للتدريب على عملية التركيز وقوة الملاحظة والحفظ والتخزين والتحليل والاستنتاج والاسترجاع.. ومن هنا قمنا بالاستعانة بعدد من علوم الإدارة والتنمية البشرية الحديثة، مثل علم قراءة لغة الجسد، وعلم استخدام الخرائط العقلية، وعلم البرمجة اللغوية العصبية، وفن القيادة الحديثة وإدارة الذات، والتفكير والتخطيط الاستراتيجي، والتفكير الإبداعي..